الان مع الحلقة رقم ((3)) ..
قصة: إدريس عليه السلام
نبذة:
كان صديقا نبيا ومن الصابرين، أول نبي بعث في الأرض بعد آدم، وهو أبو جد نوح، أنزلت عليه ثلاثون صحيفة، ودعا إلى وحدانية الله وآمن به ألف إنسان، وهو أول من خط بالقلم وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها.
سيرته:
إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام الذين أخبر الله تعالى عنهم في كتابة العزيز، وذكره في بضعة مواطن من سور القرآن، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلاً أي يجب اعتقاد نبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية.
نسبه:
هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم عليه السلام واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح عليه السلام. وهو أول بني آدم أعطي النبوة بعد (آدم) و (شيث) عليهما السلام، وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم، وقد أدرك من حياة آدم عليه السلام 308 سنوات لأن آدم عمر طويلاً زهاء 1000 ألف سنة.
حياته:
وقد أختلف العلماء في مولده ونشأته، فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل، وقال آخرون إنه ولد بمصر والصحيح الأول، وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم. وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر).
وفاته:
وقد أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظر الملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.
وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذا نظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.
وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} : رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم. وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل نوح بل في زمان بني إسرائيل.
قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه لما مرّ به عليه السلام قال له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم و إبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.
وهذا لا يدل ولابد، قد لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو لعله قاله على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتسب لآدم أبي البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن، وأكبر أولي العزم بعد محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
وهذه هى قصة سيدنا أدريس عليه السلام ..
والى اللقاء ...
لا اله الا الله ...
---------------------------------------------------------------
قصه رقم (4) سيدنـــــا نوح
1)هو نوح بن لامك بن متوشلخ بن أخنوخ - وهو إدريس - بن يرد بن
مهلاييل بن قينان بن أنوش بن شيث بن ءادم أبي البشر...
2)"ود وسوع ويغوث ويعوق ونسرا"
هذه أسماء رجال صالحين من قوم إدريس وكان لهم رجال يقتدون بهم
فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم ان انصبوا إلى مجالسهم التي
كانوا يجلسون فيها أنصاباً وسموها بأسمائهم،
3)بعث الله نوحاً عليه السلام إلى هؤلاء الكفار ليدعوهم إلى دين الحق
وهو الإسلام والعبادة الحقة وهي عبادة الله وحده وترك عبادة غيره،
4)ودعاهم نوح إلى الله بأنواع الدعوة في الليل والنهار والسر
والإجهار وبالترغيب تارة وبالترهيب أخرى، لكن أكثرهم لم
يؤمن..تعجبوا أن يكون بشر رسولا...
5)لبث سيدنا نوح عليه السلام في قومه يدعوهم إلى الإسلام ألف سنة
إلا خمسين عاما ...
6)وكان قومه يبطشون به فيخنقونه حتى يغشى عليه، حتى تمادوا في
معصيتهم وعظمت منهم الخطيئة فلا يأتي قرن إلا كان أخبث من الذي
كان قبله،...
7)لم يدخل قلب نوح بل أخذ يجاهد في إبلاغ الرسالة ويبسط لهم
البراهين، ولم يؤمن به إلا جماعة قليلة استجابوا لدعوته وصدقوا
برسالته...
ثم إن الله أوحى إليه أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد ءامن
فلما يئس من إيمانهم دعا عليهم قال ﴿وقال نوح ربى لاتذر على
الارض من الكافرين ديارا ﴾ سورة نوح...
9)فأقبل نوح على عمل السفينة وجعل يهىء عتاد الفلك من الخشب
والحديد والقار وغيرها، وجعل قومه يمرون به وهو في عمله
فيسخرون منه وكانوا لا يعرفون الفلك قبل ذلك، ويقولون: يا نوح قد
صرت نجاراً بعد النبوة! وأعقم الله أرحام النساء فلا يولد لهن...
10)ويقال إن نوحاً جعل الفلك ثلاث طبقات: سفلى ووسطى وعليا،
السفلى للدواب والوحوش، والوسطى للناس، والعليا للطير،
11)وكان فيها نوح وثلاثة من بنيه سام وحام ويافث وأزواجهم وتخلف
عن ابنه قيل اسمه يام وقيل كنعان وكان كافراً..
12)وطافت السفينة بالأرض كلها لا تستقر حتى أتت الحرم فدارت
حوله اسبوعاً، ثم ذهبت في الأرض تسير بهم حتى انتهت إلى جبل
الجودي وهو بأرض الموصل فاستقرت عليه...
13)ثم لما غاض الماء أي نقص عما كان وأمكن السعي فيها
والاستقرار عليها هبط نوح ومن معه من السفينة التي استقرت بعد
سيرها على ظهر جبل الجودي ...
14)ثم إن نسل أهل السفينة انقرضوا غير نسل ولده فالناس كلهم من
ولد نوح، ولم يُجعل لأحد ممن كان معه من المؤمنين نسل ولا عقب
سوى نوح عليه السلام
فكل من على وجه الأرض اليوم من سائر أجناس بني ءادم ينسبون
إلى أولاد نوح الثلاثة.
روى الإمام أحمد عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(سام
أبو العرب، وحام أبو الحبش، ويافث أبو الروم)) رواه الترمذي
15)عمره :
بعث سيدنا نوح وله أربعمائة وثمانون سنة وإنه عاش بعد الطوفان
ثلاثمائة وخمسين سنة فيكون قد عاش على هذا ألف سنة وسبعمائة
وثمانين سنة والله أعلم.
ويروى أن نوحاً عليه السلام لما حضرته الوفاة قيل له: كيف رأيت
الدنيا؟ قال: ((كبيت له بابان دخلت من أحدهما وخرجت من الآخر)).
--------------------------------------------------------
قصه رقم (5) هـــــود عليه السلام
1)كان "هود" من قبيلة اسمها "عاد" وكانت هذه القبيلة تسكن مكانا
يسمى الأحقاف.. وهو صحراء تمتلئ بالرمال، وتطل على البحر.
2)أما مساكنهم فكانت خياما كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة
والارتفاع،
3) وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام، والطول والشدة..
كانوا عمالقة وأقوياء، فكانوا يتفاخرون بقوتهم. فلم يكن في زمانهم
أحد في قوتهم..
4) ورغم ضخامة أجسامهم، كانت لهم عقول مظلمة. كانوا
يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها، ويحاربون من أجلها، ويتهمون نبيهم
ويسخرون منه.
5)قال لهم هود نفس الكلمة التي يقولها كل رسول.
وهي الحق وحده ﴿يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ﴾
أفهمهم هود أن أجره على الله، إنه لا يريد منهم شيئا غير أن يغسلوا
عقولهم في نور الحقيقة. حدثهم عن نعمة الله عليهم، كيف جعلهم
خلفاء لقوم نوح، كيف أعطاهم بسطة في الجسم، وشدة في البأس،
كيف أسكنهم الأرض التي تمنح الخير والزرع. كيف أرسل عليهم
المطر الذي يحيى به الأرض. وتلفت قوم هود حولهم فوجدوا أنهم أقوى
من على الأرض، وأصابتهم الكبرياء وزادوا في العناد...
6) واستمر الصراع بين هود وقومه. وكلما استمر الصراع ومرت
الأيام، زاد قوم هود استكبارا وعنادا وطغيانا وتكذيبا لنبيهم. وبدءوا
يتهمون "هودا" عليه السلام بأنه سفيه مجنون.
7) لم يتوقف هود عند هذيانهم، ولم يغضبه أن يظنوا به الجنون
والهذيان...ولكنه توقف عند قولهم:
﴿وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ﴾
و لم يبق له إلا التوجه إلى الله وحده. لم يبق أمامه إلا إنذار أخير
ينطوي على وعيد للمكذبين وتهديدا لهم.. وتحدث هود:
﴿إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوَءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللّهِ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (54) مِن دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ (55) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (56) فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ﴾ (57) (هود)
9) بهذا الإيمان بالله، والثقة بوعده، والاطمئنان إلى نصره.. يخاطب
هود الذين كفروا من قومه... وهو يفعل ذلك رغم وحدته وضعفه، لأنه
يقف مع الأمن الحقيقي ويبلغ عن الله. وهو في حديثه يفهم قومه أنه
أدى الأمانة، وبلغ الرسالة. فإن كفروا فسوف يستخلف الله قوما
غيرهم، سوف يستبدل بهم قوما آخرين. وهذا معناه أن عليهم أن
ينتظروا العذاب...
10) هلاكهم :
انتظر هود وانتظر قومه وعد الله.. وبدأ الجفاف في الأرض. لم تعد
السماء تمطر..وزاد الجفاف، واصفرت الأشجار الخضراء ومات
الزرع. وجاء يوم فإذا سحاب عظيم يملأ السماء. وفرح قوم هود
وخرجوا من بيوتهم...
تغير الجو فجأة...وبدأت الرياح تهب واستمرت الريح. ليلة بعد ليلة،
ويوما بعد يوم...وبدأ قوم هود يفرون، أسرعوا إلى الخيام واختبئوا
داخلها، اشتد هبوب الرياح واقتلعت الخيام، واختبئوا تحت الأغطية،
فاشتد هبوب الرياح وتطايرت الأغطية. كانت الرياح تمزق الملابس
وتمزق الجلد وتنفذ من فتحات الجسم وتدمره. لا تكاد الريح تمس شيئا
إلا قتلته ودمرته، وجعلته كالرميم.
استمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية أيام لم تر الدنيا مثلها
قط. ثم توقفت الريح بإذن ربها. لم يعد باقيا ممن كفر من قوم هود إلا
ما يبقى من النخل الميت...